قديمًا، كان يتم تشخيص مرض الأكاليزيا على نحو خاطئ؛ مما جعل المرضى يعانون ويفقدون الأمل في التخلص من أعراضهم المؤلمة. كما يتسبب إهمال علاج مرض الأكاليزيا في مضاعفات خطيرة. ولكن، بفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح اليوم بمثابة بريق أمل للمرضى في علاج مرض الأكاليزيا وتشخيصه على نحو صحيح.
ما هو مرض الأكاليزيا؟
يسمى مرض الأكاليزيا باسم "تعذر الإرتخاء المريئي" أو "صعوبة البلع". يتسبب مرض الأكاليزيا في عدم قدرة المريء على نقل الطعام والسوائل إلى المعدة. عند منطقة التقاء المعدة والمريء توجد حلقة عضلية تسمى العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) أو عضلة الفؤاد. عندما تنبسط أو تفتح هذه العضلة، تسمح بمرور الطعام إلى المعدة، وتنقبض لتمنع رجوع محتويات المعدة إلى المريء. في حالة الإصابة بمرض الأكاليزيا، فإن تلك العضلة لا ترتخي؛ مما يمنع مرور الطعام من المريء إلى المعدة.
ما هو مرض المناعة الذاتية الذي يسبب مرض الاكاليزيا؟
لا يعرف العلماء إلى الآن سبب عجز عضلات المريء عن الانقباض والانبساط على نحو طبيعي تحديدًا. ولكن، يرجح بعض العلماء أن أسباب مرض الأكاليزيا ترجع الي انها مرض مناعي ذاتي (أي يهاجم الجسم نفسه). في مرض المناعة الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية المتواجدة في طبقة عضلات المريء العضلة العاصرة المريئية. تضعف وتتدهور الأعصاب؛ مما يتسبب في انقباضات مفرطة للمريء، حيث تتحكم هذه الأعصاب في وظيفة عضلات المريء. كما أن المرضى المصابون بمرض الأكاليزيا هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب القزحية. قد يحدث ذلك أيضًا نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات، مثل: الهربس، الحصبة، فيروس الورم الحليمي البشري.
ما هي أعراض مرض الأكاليزيا؟
غالبًا ما تتطور أعراض مرض الأكاليزيا ببطء، وتستمر الأعراض لأشهر أو حتى لسنوات. كما تحدث معظم الأعراض نتيجة تراكم الطعام في المريء؛ مما يتسبب في اتساعه وقد يصبح ملتويًا. كما ترتبط بعض الأعراض بحدوث تقلصات غير طبيعية في عضلات المريء. ومن بعض تلك الأعراض:
●صعوبة في البلع.
●ارتجاع طعام غير مهضوم.
●ألم في الصدر، وقد يكون شديدًا ويتسبب في ذهاب بعض الأشخاص إلى الطوارئ معتقدين أنهم مصابين بذبحة صدرية.
●حرقة المعدة.
●السعال أثناء الليل.
●صعوبة التجشؤ.
ينبغي استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي من تلك الأعراض لتلقي العلاج المناسب، لأنه إذا تم إهمال علاج مرض الأكاليزيا وتفاقم تلك الأعراض، قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
1.تحدث معظم مضاعفات مرض الاكاليزيا نتيجة ارتجاع الطعام إلى المريء، ثم انجرافه إلى القصبة الهوائية، والتي تؤدي إلى الرئة. عندما ينجرف الطعام إلى الرئة، قد يصاب المريض بالالتهاب الرئوي.
2.يصاب المريض بفقدان شديد للوزن مصاحبًا لسوء التغذية أو جفاف، بسبب صعوبة بلع الطعام أو الشراب والقيء المستمر.
3.قد تزيد الإصابة بمرض الاكاليزيا من خطر الإصابة بسرطان المريء.
لذلك، يجب علاج مرض الأكاليزيا في أسرع وقت لتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة، التي تعد مهددة للحياة.
علاج صعوبة البلع الأكاليزيا:
تعددت واختلفت طرق العلاج على مدار السنوات. ولكن، الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض من خلال إرخاء العضلة العاصرة المريئية، والسماح للطعام بالمرور إلى المعدة. ومن بعض طرق علاج مرض الأكاليزيا المستخدمة:
1- العلاج الدوائي: قد تساعد بعض الأدوية التي تحتوي على حاصرات قنوات الكالسيوم إرخاء العضلة العاصرة السفلية على نحو مؤقت. ولكن، هذه الأدوية لا تكون فعالة غالبًا في علاج مرض الأكاليزيا، ولها عدة مضاعفات، بالإضافة إلى ضرورة تناولها قبل كل وجبة.
2- توسيع عضلة المصرّة السفلية بالبالون: في هذا الإجراء، يتم إدخال منظار في المريء، ويُنفخ بالونًا ببطء بالقرب من العضلة العاصرة السفلية؛ مما يؤدي إلى تقليل الضغط في المريء وتوسيع العضلة وتمددها بما يكفي ليمر الطعام إلى المعدة. على الرغم من أن هذا الإجراء يبدو ناجحًا، إلا أن التحسن بعد العلاج مؤقت، وتعود الأعراض مجددًا؛ مما يتطلب تدخل آخر.
3- العلاج الجراحي: يتضمن العلاج الجراحي شق أو قطع عضلة المريء من خلال الجراحة أو المنظار الجراحي. يُجري الطبيب عدة شقوق صغيرة في البطن، ثم باستخدام أدوات مخصصة يتم قطع العضلة العاصرة السفلية. حققت هذه التقنية نجاح كبير في علاج مرض الأكاليزيا. على الرغم من ذلك، يتسبب هذا الإجراء في حدوث بعض المضاعفات، مثل النزيف، العدوى، وضعف العضلات حول منطقة الشق الجراحي. كما أن بسبب أنها إجراء جراحي يحتاج المريض لفترة نقاهة طويلة قد تمتد لأسبوعين.
4- علاج مرض الأكاليزيا بدون جراحة: يسمى هذا الإجراء "شق عضلة المريء والفؤاد باستخدام المنظار الباطني (POEM)". يعد هذا الإجراء بمثابة ثورة في علاج مرض الأكاليزيا بسبب اكتشاف تقنية مناظير الفراغ الثالث. تعتمد هذه التقنية على إدخال منظار عبر الفم لقطع العضلة العاصرة المريئية السفلية؛ مما يساعد على ارتخائها ومنع انقباضها الشديد الذي يسبب صعوبة البلع. لا يعتبر هذا الإجراء تدخل جراحي، حيث لا يوجد شق جراحي في الجلد، وهي تعتبر بديل أقل تدخلًا من إجراء قطع عضلة المريء الجراحي. كما أنها تتميز بفترة نقاهة قصيرة، يمكن للمرضى شرب الماء من اليوم التالي للإجراء، وتتم بأعلى مستويات الأمان دون حدوث أي مضاعفات.
دكتورة شيماء الخولي تُعد من الأطباء البارزين في مصر في علاج مرض الأكاليزيا، خاصة باستخدام تقنية POEM الحديثة ومناظير الفراغ الثالث، التي تتيح علاج المرض بدون جراحة تقليدية. هي أستاذ مساعد لأمراض الجهاز الهضمي ولها خبرة واسعة في المناظير التداخلية، وحققت نتائج ناجحة في علاج حالات معقدة، بما في ذلك أطفال. حصلت على اعتراف دولي بدعوتها لتدريب أطباء بالخارج، مما يعكس مكانتها العلمية.
أسئلة شائعة
1. النوع الأول (Type I - Classic Achalasia)
يُعرف بالأكاليزيا الكلاسيكية.
غياب كامل لحركة المريء (Aperistalsis).
الضغط في عضلة الفؤاد (الصمام السفلي للمريء) مرتفع ولا تسترخي جيدًا.
لا يوجد تقلصات أو حركة عضلية تُذكر في جسم المريء.
يعتبر النوع الأكثر "هدوءًا" من حيث الأعراض.
2. النوع الثاني (Type II - Achalasia with panesophageal pressurization)
هو الأكثر شيوعًا واستجابة للعلاج.
عضلة الفؤاد لا تسترخي، لكن يحصل ضغط منتظم في كامل المريء عند البلع (pan-esophageal pressurization).
المريء يحاول دفع الطعام للأسفل، لكن الصمام السفلي لا يفتح.
3. النوع الثالث (Type III - Spastic Achalasia)
يُعرف بالأكاليزيا التشنجية.
حركة المريء غير طبيعية مع تقلصات قوية وغير منتظمة (Spasms).
أكثر الأنواع إيلامًا وصعوبة في العلاج.
عضلة الفؤاد لا تسترخي أيضًا، لكن المشكلة الأساسية تكون في تقلصات عضلية غير منسقة في المريء نفسه.
أبرز أعراض الأكاليزيا:
صعوبة البلع (Dysphagia)
أول وأشهر الأعراض.
تبدأ عادة بصعوبة في بلع الأطعمة الصلبة، ثم تتطور إلى السوائل أيضًا.
ارتجاع الطعام غير المهضوم
يعود الطعام من المريء إلى الفم، خاصة عند الانحناء أو الاستلقاء.
ألم أو انزعاج في الصدر
قد يكون على شكل ضغط أو حرقة، يختلط أحيانًا بأعراض الذبحة الصدرية.
فقدان الوزن
نتيجة لصعوبة الأكل والبلع، بعض المرضى يفقدون وزنًا بشكل ملحوظ.
الشرقة أو السعال أثناء أو بعد الأكل
بسبب تسرب الطعام إلى القصبة الهوائية أحيانًا.
حرقة في المعدة (تشبه الارتجاع)
لكنها لا تتحسن بمضادات الحموضة، لأن السبب ليس زيادة الحمض، بل احتباس الطعام.